17 - 07 - 2024

بالفم المليان| معارضة عميلة وغير وطنية!

بالفم المليان| معارضة عميلة وغير وطنية!

الخلاصة : انه لا توجد معارضة وطنية فى مصر. الموجود عندنا معارضة مدفوعة الاجر تضع نفسها فى خدمة من يدفع لها مقابل تحقيق مصالحه وتنفيذ اهدافه. فاليسار موال لموسكو واليمين موال لأمريكا واسرائيل . والإخوان موالون لتركيا وقطر . واى صوت يرتفع معارضا للحكومة هو من أهل الشر الذين يعملون وفق أجندة خارجية . وإذا تعثرت شاة بأرض المحروسة كان الاخوان وراء تعثرها!

فى السبعينيات كان حزب التجمع هو قاطرة المعارضة ورائدها. فكانت الأجهزة الأمنية وأذرعها الإعلامية تنسب له أى عمل معارض فى الشارع المصرى. وكان لا يذكر اسمه لدى هؤلاء إلا متبوعا بعبارة " الموالى لموسكو ". فكانوا يذكرونه هكذا (حزب التجمع الموالى لموسكو). ومنذ أن غاب حزب التجمع وتوارى لحساب نوع آخر من المعارضة الوطنية. انتقلت التهمة إلى الإخوان المسلمين ليتم إلصاق أى عمل معارض لجماعتهم . حتى لو كان هذا العمل أكبر من طاقة الإخوان على الحشد والتأثير. كما حدث مؤخرا مع انتفاضة مترو الأنفاق التى شهدتها مصر بعد الزيادة المفاجأة التى قررتها الحكومة على تذاكر المترو. ليدخل المواطنون فى موجة من الاحتجاجات وإظهار التذمر أمام محطات المترو وأكشاك صرف التذاكر، لتسارع أجهزة الأمن والإعلام التابعة لها باتهام الإخوان بالوقوف وراءها، بالتحريض والاثارة . هكذا تعطى الحكومة وإعلامها لجماعة الإخوان ومن قبلها أحزاب اليسار ماركسية كانت او ناصرية، فضلا وميزة من حيث أرادت أن تسلبها كل ميزة أو فضل، لتلصق بها صفة الخيانة والخروج من الصف الوطنى .

فالحكومة التى عجزت فى الانتخابات الرئاسية الماضية عن حشد الجماهير أمام صناديق الاقتراع بالحوافز والاغراءات أو التهديدات التى أعلنت عنها، تقر الآن بقدرة الإخوان على تحريك تلك الجماهير وإثارتها أمام محطات المترو وهو ما عجزت عنه هى فى الماضى القريب . كما تقر من ناحية أخرى بوطنية الإخوان الذين سارعوا برفض الأعباء التى وضعتها الحكومة على كاهل مواطنيها بزيادة أسعار تذاكر المترو . فجعلت الإخوان أكثر تعبيرا عن تطلعات المواطنين وأكثر دفاعا عن حقهم فى حياة كريمة بلا أعباء . هكذا وصلت الحكومة نتيجة لغبائها وضعف موقفها، وسلوكها المعوج إلى منح الإخوان شهادة بقوة التأثير والتحكم فى الشارع رغم كل ما يتعرضون له من عسف وتضييق ومطاردة.

وإذا كان الإخوان هكذا بالفعل لأصبح من حقهم أن يتبوؤا مكانهم المستحق فى الشارع، وأن يحلوا مكان حكم يرفضه الشعب بعد أن أثقل كاهلهم بالأعباء والمنغصات، ولكن الواقع يؤكد بأن جماعة الاخوان هى الآن أضعف من ذلك بكثير، مهما حاولت الحكومة إضافته من قدرات وهمية لجسد الإخوان المنهك، هروبا من تحمل مسئوليتها عن الأخطاء التى أدت بالجماهير إلى الثورة والتذمر!